-
فقاعة الأولمبياد "الكارثة والرعب"
يعدّ التنبؤ بمسار التحديات العالمية، أمراً خارج المنظور العلمي والمنهجي، كونهُ عابراً لحدود العقل والزمن، وهي في تغير دائم ومُبهم، فالوباء كارثي يتلاعب بإنسانيتنا التي تتناساها قوى كبيرة ليست أكبر من قوة الخالق، عندما يتحكمون في اللقاحات ونسبة توزيعها، دون العلم أنهم الأكثر ضرراً، رغم المكاسب المادية والطفرات الجنونية لرؤية الأنفاس هالكة، رغم كُل الإمكانيات والتدابير الاحترازية والإغلاقات الحدودية بين الدول.
لكن يبقى التكيّف البشري هو الغالب كفطرة إلزامية وتحويل بوصلة المصائب لخطط علاجية، التي قد تتعرّض أحياناً، بل وفي الأغلب، للضغوط، مما يوقعها في فخ ارتكاب الأخطاء الفادحة والاستسلام للأمر الواقع ليتحملها (الإنسان) أياً كان، ليفرض على الجميع، بل ويُؤكد، أن المنظومة البشرية والنظام جسد واحد، فعلى الجميع أن يسير بدقة الساعة.
وبالتالي تأتي هنا أهمية فهم الصورة الكلية للتهديد خلف الوبائيات غير المرئية كـ "كوفيد-19"، وهو دور كُبرى الاقتصاديات والدول المتقدمة في إدارة الأزمة، التي نجحت السعودية في إدارتها بقيادة مجموعة العشرين، ووضع العالم على طريق النجاة، لكن كثيرين منهم لم يعِ الدرس، فوقعوا رغم القدرات العلمية والاقتصادية في فخ الجائحة للآن، والتي بدأت طريقها من الصين، لتتحور بطفراتها الجنونية، لتعود مدينة ووهان الصينية مرة أخرى بكواليس الرعب لتثير مخاوف العالم، بسبب اكتشاف العلماء سلالة جديدة للفيروس تدعى "نيوكوف NeoCov" كسلالة جديدة من فيروس كورونا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بـ"ميرس-كوف MERS-CoV"، أي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو ما يُسبب معدل وفيات مرتفع مقارنة مع كوفيد-19، حيث يمكن أن يقتل في المتوسط واحداً من كل 3 أشخاص.
وقد ذكر الباحثون الصينيون، في ورقتهم البحثية التمهيدية، أن الفيروس الجديد على بعد "طفرة واحدة ليصبح خطيراً على البشر" لتوضح منظمة الصحة العالمية أن التهديد الدقيق الذي يشكله هذا الفيروس على البشر يتطلب مزيداً من الدراسة، وأنها تعمل بشكل وثيق مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، من أجل المراقبة والاستجابة لتهديدات الفيروسات الحيوانية الناشئة.
لذلك فتعزل فقاعة الأولمبياد جميع الأشخاص المعنيين بالحدث عن سكان الصين لمنع تفشي الفيروس، بل ويخضع حوالى 60 ألف شخص داخل الفقاعة لفحوص كوفيد يومياً. وعلينا نحن التكاتف العملي عبر عاداتنا الاجتماعية المسؤولة، فما حدث في الهند مثال حي، كأحد أسباب تفشي الوباء بصورة كارثية.
ليفانت - شامان حامد
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!